مقالة والدي الكريم

والدي الكريم ,,,, هل من تفسير؟!

بداية دعوني أعترف بأني لا أعلم شيئا عن كرة القدم, و كل ما أعرفه عنها هو أسماء بعض الفرق و اللاعبين, و ما تحصده ركلات اللاعبين مما لا تجنيه أقلام الكتاب أو حتى نقاد الكرة!

وأنا لست ممن تتسمر عيونهم أمام شاشات التلفاز للتتابع الكرة وهي تنتقل بين الأقدام... وترتفع فوق الرؤوس، إلا أن نداء الوطن  وحب علمه مرفرفا بالنصر يشدني للجلوس أمام الشاشة الفضية  أسكت هذا .. وأزجر ذاك  لأشاهد مباراة  المنتخب السعودي مع فريق آخر .

و لم أعرف نفسي في يوم من الأيام ناقدة رياضية  لكن ما دفعني لكتابة هدا المقال هو فوز نادي (الشباب) على نادي (الاتحاد) مؤخرا التي جرت على كأس (خادم الحرمين الشريفين للأبطال), فقد وقفت متعجبة وأنا أرى والدي مازال وفيا لناديه  الذي كان رئيسا له قبل ما يقارب الأربعين عاما, و تعود بي السنين إلى الوراء  لأتذكر كيف تعودنا أنا و أخوتي مند صغرنا  بأنه إذا  كان هناك مباراة كرة قدم يشارك بها نادي( الشباب) فإننا  نترقب النتيجة بكل شغف؛ لأن النتيجة ستشكل مزاج الوالد في ذلك اليوم  وستنعكس - بالطبع - علينا.... فالسعادة و الفرح يعلوان وجهه في حالة الفوز, و الصمت و النوم المبكر إذا كانت النتيجة غير ذلك. و السبب الوحيد الذي قد يمنع والدي من المشاركة في أي مناسبة اجتماعية هو مباراة كرة قدم يشارك بها نادي (الشباب).   

و كعادته في التعامل معنا بترك حرية الاختيار لنا, فقد اختار إخوتي تشجيع فرق أخرى, مع مراعاة مشاعر الوالد الكريم، خصوصا حين يكون الفريق الخصم نادي الشباب و استمر الأحفاد في التعامل مع الجد الفاضل  بنفس الطريقة.

الحقيقة أن الاهتمام بكرة القدم اهتمام عالمي يأخذ أشكالا مختلفة في الكثير من دول العالم  و لم يعد تشجيع المباريات مقتصرا على الذكور فقط، بل انتشر بين السيدات مما أثرى التقليعات المستخدمة في التشجيع فشملت  الأزياء و الألعاب و رسم الوجه و غيره بصبغات وبصمات مختلفة .

لكن الأمر قد يبدو  لي  ولغيري ممن لا يعشقون هذا النوع من الرياضة  غريبا !  كل هده الجهود و الأموال و الحماس لركلة قدم من لاعب لإحراز هدف جميل....فهل من تفسير؟!

 عموما ألف مبروك للفريق الفائز و حظ حسن للفريق الخسران.

د. منال بنت إبراهيم مديني


آخر تحديث
11/4/2015 3:45:52 PM