لماذا لا نتـكيف مع الأخر؟

أنا واحدة ممن شدوا الرحال طلبا للعلم خارج أسوار الوطن في بريطانيا ولن أتحدث هنا عن الخبرة التعليمية المتخصصة إنما عن الخبرات الاجتماعية والثقافية العامة فالانتقال من بلد لأخر للدراسة التي قد تستغرق عدة سنوات خبرة غنية وثرية خصوصا إذا ما عاش الطالب في السكن الجامعي فالطالب لا يتعلم فقط من خلال البرنامج الملتحق به أو الجامعة التي يدرس بها فقط وإنما من خلال المجتمع ككل ونستطيع أن نقول أنها ليست خبرات خاصة من طرف واحد إذ سرعان ما تتحول لخبرات شعوب تتعدى الطلبة لتصل للكادر الأكاديمي من إداريين ومدرسين يفترض بهم أن يلموا بهذه الاختلافات الأمر الذي يساعد في تفهم الآخرين واستيعابهم وتتباعد مسافات الاختلافات وتتقارب وتجتمع في حنين الجميع للوطن جنسيات متنوعة وقارات متباعدة آسيا وإفريقيا وأمريكا وأوروبا.وكندا ولا يعني ذكري أن لبعض الاختلافات إن هذا الفضل من ذلك فلكل مجتمع ثقافته وخصوصيته التي تميزه وتعكس اثر العوامل المكونة لها مثل الموقع الجغرافي والدين و الثقافة وغيرها من العوامل المكونة للسلوك الإنساني. وها قد يصدم بعض الطلبة بهذا الواقع البيئي الجديد فالتكيف مع البيئة الجديدة من العوامل المهمة جدا لنجاح الطالب من وجه نظري تنعكس على أداء الطالب بالسلب أو الإيجاب فقد رأينا بعض الطلبة الذين عادوا إلى أوطانهم لعدم قدرتهم على التكيف. ففي البداية واجهتنا العديد من الصعوبات التي أصبحت مع الأيام أمورا عادية. فعلى سبيل المثال مساحة السكن وطريقة توزيع الغرف مختلفة عن ما تعودت عليه بلادنا.كما أن الجو في بريطانيا بارد معظم فصول السنة وتختلف مواعيد الغروب والشروق بحسب الفصول المختلفة.

 

أما داخل الجامعة فمن المتعارف عليه في الجامعات العربية مخاطبة أعضاء هيئة التدريس بالألقاب قبل الاسم (دكتور) أو (أستاذ) بينما التخاطب في بريطانيا وبشكل عام يكون بالاسم مباشرة. وهذا يسوق أيضا إلى أهمية مراعاة العوامل الثقافية للبلد عند تطبيق الجزء الميداني من الدراسة فما ينطبق على بلد معين قد يصعب تطبيقه في بلد آخر فالباحث في المملكة من جنس مختلف (ذكر /أنثى) عند تطبيق الجزء الميداني من دراسته على عينة البحث لابد أن يستخدم وسائل اتصال غير مباشرة مثل الاستمارات أو إرسال شخص من نفس الجنس بالنيابة عن الباحث. عموما فكما يمكن أن تكون هذه الاختلافات مفيدة فهي تثري خبراته وتغذيها حيث يتوقع أن يعود إلى بلده ناقلا معه الكثير من الخبرات والمهارات التي قد تساعده في تطوير نفسه ومكان عمله ومجتمعه يمكن أن يجد نفسه في موقف محير حين يحاول التقريب بين وجهات النظر المختلفة ومع ذلك يظل للسفر فوائد.

د. منال إبراهيم مديني


آخر تحديث
11/4/2015 3:44:29 PM