تجربة البعثة

 

 أول مديرة مدرسة سعودية في بريطانيا

خلال دراستي لنيل درجة الدكتوراه كُلفت من قبل العوائل السعودية بمدينة  نورج ببريطانيا بإدارة المدرسة السعودية في تلك المدينة وقد قامت مجلة المغترب بعمل حوار صحفي لأول مديرة مدرسة في الغربة 

لقاء مع الأخت: د . منال مديني

نورج - بريطانيا

المغترب حاورت الأخت الدكتورة منال مديني عن تجربتها في إدارة المدرسة السعودية كونها أول من خاض مثل هذه التجربة في الغربة

 

1- من هي منال مديني وما هو تخصص دراستك؟

كما أعرف بنفسي منال إبراهيم مديني من  المملكة العربية السعودية, ولدت في عاصمة المملكة الرياض, نشأت وترعرعت في مدينة جدة في كنف أسرة كريمة تحرص على تربية أبنائها وبناتها على أصول التربية الإسلامية واحترام العادات و التقاليد, تزوجت مثل العديد من بنات بلادي في المرحلة الثانوية من رجل من أبناء بلدي يقدر ويحترم دور المرأة في الأسرة والمجتمع,  وأكملت باقي مراحل تعليمي وأنا وزوجة وأم, درست المرحلة الجامعية بجامعة الملك عبد العزيز قسم دراسات الطفولة و تخرجت بتقدير امتياز وتعينت معيدة في نفس القسم بعد تخرجي مباشرة, ثم حصلت على أول درجة ماجستير تمنح من القسم بتقدير عام امتياز, ثم ابتثعت لإكمال درجة الدكتوراه من بريطانيا في نفس التخصص.

 

2- ما هو انطباعك عن سهولة أو صعوبة الحصول على قبول من الجامعات البريطانية؟

لم يكن صعبا ولم يكن سهلا من حيث أنها  كانت تجربة جديدة علي نوعا ما, ونصيحتي لمن يريد أن يلتحق بالجامعات البريطانية هي تجيع أكبر قدر من المعلومات قبل اتخاذ القرار بالدراسة في جامعة بعينها,  وذلك باستخدام وسائل مختلفة  مثل الانترنت, القسم المسئول عن الابتعاث في الجهة التي يعمل بها إن أمكن, الملحق الثقافي البريطاني, خبرة الآخرين وخصوصا من نفس المجال. وأن يهتم أولا بالجامعة وما تقدم من تخصصات ثم بالمدينة التي توجد فيها الجامعة.

 

3-  كيف هي تجربتك مع الغربة؟ وهل واجهتك أي صعوبات؟

الغربة لفترة محددة قد تكون تجربة ثرية فيها بعض الجوانب السلبية  فعلى سبيل المثال البعد عن الوطن والأهل أمر لم يكن سهلا أبدا علي وعلى أفراد عائلتي, وأما من حيث الجوانب الايجابية فهي الاعتماد على النفس واتساع الأفق و الخبرة.

أما بالنسبة للصعوبات الاجتماعية فهي متوقعة وأعتقد أنها تأتي من اختلاف الثقافات فما قد يكون مقبولا في مجتمع قد لا يكون مقبولا في آخر ومعرفة هذه الاختلافات و التعامل معها يأخذ بعض الوقت, وأنا لم أكن مسئولة فقط عن نفسي وتصرفاتي  بل عن أبنائي أوضح لهم السلوكيات والقواعد الضرورية والتي تساعد على تقبل الأخر لك مع الاحتفاظ بشخصيتك. وفي رأيي أن هناك بعض التفاصيل الصغيرة في السلوكيات عموما لكن لها أهمية كبيرة في التفاعل الاجتماعي.

 

4- ما رأيك في موضوع اختيار المشرف وهل له تأثير على الطالب؟

للمشرف في بريطانيا أهمية كبيرة بالنسبة لطالب الدكتوراه, والعلاقة بين الطالب والمشرف علاقة بين طرفين , لك حقوق وعليك واجبات, بالنسبة لي فالمشرفة كانت بحمد الله متعاونة معي من حيث أنها كانت تعطيني الوقت الذي أحتاجه للمقابلات الدورية تقرأ ما أكتبه أول بأول و تعلق علية,  و تجيب بعض أسئلتي و استفساراتي و ترشدني في البحث عن الإجابات للبعض الأخر, من ناحيتي كنت التزم بكل ما تتطلبه الدراسة مني, أقوم بتسليم أي عمل مطلوب مني في الوقت المحدد, و هنا أنصح الطلاب عموما و خصوصا السيدات بأنه بمجرد اتخاذ القرار بمواصلة الدراسة لا بد من معرفة أن هناك التزامات كثيرة و متطلبات تتبع هذا القرار  يجب القيام بها, كثرة الأعذار والتشكي  للمشرف من وجود مسؤوليات أخرى أعتقد أنه أمر غير مستحب وفي غير صالح الطالب.

وجود مشرف جيد أمر مهم جدا بل ضروري في توجيه الطالب مع أنه يفترض أن هناك مساحة كبيرة من الاعتماد على النفس في البحث و الاطلاع بالنسبة لطالب الدكتوراه حيث يفترض بأنه وصل إلى مرحلة جيدة من النضوج والإحساس بالمسؤولية وربما المعرفة.

 

5-هل مواقع الانترنت بالنسبة للجامعات البريطانية تعكس واقعها؟

من واقع تجربتي أستطيع القول بأنه إلى حد ما نعم هناك تطابق بين ما قرأت وشاهدت عبر الانترنت وما وجدت في الواقع.

 

6-الدكتور منال أول مديرة مدرسة سعودية في بريطانيا فكيف تم اختيارك؟

تم ذلك من خلال ترشيح اسمي  من قبل بعض العوائل المقيمة في مدينة نورج والذين قد يكونوا قد  توسموا في خيرا من  خلال التخصص ومن خلال معرفتهم الشخصية بي.

 

7-  من خلال تجربتك في إدارة المدرسة هل تنصحين زميلاتك بخوض التجربة؟

نعم بشرط توفر المعرفة والقدرة على الإدارة فإدارة المدرسة تتطلب عدة أمور  فعلى سبيل المثال اختيار المعلمات الجيدات قدر المستطاع مع العلم بأنه قد يكون منهن من هي جيدة في تخصصها ولكن تحتاج إلى تفهم نظام التعليم بالمملكة مثل  الاختبارات و توزيع الدرجات, وأيضا علي المدير التفاوض لاختيار المدرسة التي سيدرسون فيها, الترتيب لإحضار الكتب, التعامل مع أولياء الأمور, بالإضافة إلى بعض الأعمال الإدارية مثل عمل إحصائيات,   التنسيق مع المسئول المالي لعمل ميزانية المدرسة, وهنا يظهر أهمية التخطيط و التنسيق والاستعداد لاستيعاب الآخرين و التشرف بخدمتهم.

 

8 - هل واجهتك أي مشاكل في إدارة المدرسة؟

الحمد لله لم تواجهني مشاكل بمعنى الكلمة و لكن صعوبات, كان شعاري دائما الوقاية خيرا من العلاج, كنت متيقظة لأي أمر قد يؤدي إلى الوقوع في مشاكل وأحاول إيجاد حل سريع له, أعتقد أن من أسباب نجاحنا كمدرسة هو أننا كنا نعمل بروح الفريق لا يوجد أي فروق بيننا كان هناك فقد توزيع للمسؤولية, أيضا استفدت كثيرا من خبرتي كأم خلال السنوات الماضية.    

 

9 -كيف تقيمين عمل إدارة المدارس وهل هناك تعاون من الإدارة العامة في تسهيل عمل المدرسة؟

كما ذكرت سابقا إدارة المدرسة مهمة لها متطلبات عديدة يقوم بها المكلف بها بجانب مسؤوليته الأساسية التي أبتعث من أجلها و هي الدراسة و قد يكون بعض المديرين من تخصصات بعيدة جدا عن النواحي التعليمية و بالتالي قد تنقصهم الكثير من التفاصيل المرتبطة بالعملية التعليمية, ولكن من خلال خبرتي لمدة عدة سنوات أن الأغلبية تجتهد لأداء المهمة على أحسن صورة.      

بالنسبة للتعاون مع الإدارة العامة فأنا الحقيقة قد  تشرفت بالتعامل مع هذه الإدارة, والتي التمست مدى تفانيهم و إخلاصهم لتسهيل عمل المدارس, وأخص بالذكر الأستاذ الفاضل/ توفيق البكري جزاه الله عنا خيرا.   

 

10- هل الوضع الحالي للمدارس السعودية جيد أم يحتاج إلى التطوير؟ ما هي الإضافات التي يمكن أن تساهم في ذلك؟

أولا اسمح لي بأن أجيب  كأم  لي أبناء في سن المرحلة المدرسية بأن هذه المدارس من نعم الله علينا في الغربة في بلاد أجنبية و من المميزات التي ينعم بها المبتعث السعودي دونا عن غيره, كل ما نحتاجه هو ألتنبه لأن معظم أبنائنا ملتحقين بمدارس بريطانية بجانب المدرسة السعودية وهذا يتطلب منهم بذل مجهود إضافي, أيضا هناك بعض المعلومات قد يكون درسها الطالب في المدرسة الانجليزية مثل الرياضيات أو العلوم و يحتاج إلى معرفتها فقد باللغة العربية, في هذه الحالة يجب استثمار هذا التشابه.

 

11- كيف استطاعت الدكتورة منال التوفيق بين الدراسة والعمل والمنزل؟

التوفيق بين الدراسة و العمل و المنزل يحتاج إلى بذل مزيد من المجهود, و أيضا إلى الكثير من التنظيم و التخطيط, و بالتأكيد التعاون من قبل جميع أفراد الأسرة و تقديرهم. 

 

12 -  كيف وجدتي نظرة الغرب إلى المرأة المسلمة؟ وهل واجهتي أي مضايقات؟

نظرة الكثير من الغرب إلى المرأة المسلمة تنطلق من الصورة النمطية على افتراض بأنه تنقصها الكثير من الحقوق, الحقيقة أنني كنت و لازلت أشعر بأن علينا  دور كبير في عكس صورة ايجابية و كنت أشعر دائما بأن أي تصرف أقوم به هو مسؤولية كبيرة و مهم في ترك انطباع ايجابي أو سلبي لدى الآخرين, أعتقد بأنني كنت من خلال تعاملي مع زميلاتي في الجامعة أو الجيران لا أمانع بالرد على الأسئلة أو الاستفسارات عن المرأة المسلمة بشكل عام أو المرأة السعودية بشكل خاص, والحقيقة أن رأيي الشخصي من خلال معرفتي بالكثير من بنات عائلتي وقريباتي والعديد من زميلاتي في بلدي الحبيب , بأن الكثير منهن ينعمن بتقدير واحترام أسرهن والمجتمع و يعشن حياة سعيدة ربما يغبطهن عليها الكثير من بنات جنسهن.

 

13 -  هل تشارك المرأة السعودية في نشاط اليوم السعودي في مدينك؟ وما هو نوع المشاركة؟

من خلال تجربتي في المنطقة التي أدرس بها فالمشاركة المباشرة لا تزال محدودة, وقد يعود هذا لعدم رغبة العديد من الأخوات للظهور بشكل مباشر. وغالبا ما يقتصر الدور على المشاركة الغير مباشرة بالإعداد المسبق.    

 

14 -  كيف هو وضع العائلات السعودية في الغربة؟

الأسرة السعودية في الغربة هي مثال يحتذى من حيث الترابط والاهتمام بالأبناء والحمد لله, وعلى الرغم من كثرة المشاغل لكن يبقى هناك وقت للاجتماع  وتبادل الزيارات  وخصوصا في المناسبات, وأعتقد بأن النادي السعودي يلعب دورا مهما في توفير الفرص لهذا التواصل والاجتماع ,  والحقيقة بأن هذا النوع من الترابط يساعد في التغلب على الشعور القاسي بالغربة والحنين للوطن. والحقيقة بأن العوائل السعودية معروفة بالكرم والتعاون وحب الخير للجميع. 

 

15 -  هل هناك أي تفاعل مع الأسر البريطانية ؟

نعم هناك تواصل و تفاعل مع العديد من العوائل البريطانية سواء من العاملين بالجامعة أـو من الجيران.  وكثيرا ما نحدثهم عن بلادنا الحبيبة و كم هي جميله, ونريهم بعض الصور لمعالم المملكة, وينبهر البعض منهم بما وصلت إليه المملكة العربية من السعودية من تطور وحضارة.    

 

16 -  كلمة أخيرة

أولا أشكركم على هذا اللقاء و إعطائي الفرصة لنقل بعض خبراتي في الغربة للآخرين , وبما أنني تخرجت حديثا فبعد شكر الله عز وجل أسمحوا لي بأن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لوالدي العزيزين لدعائهم المستمر لي بالتوفيق, ولزوجي العزيز السيد/ عماد أبو الحمائل والذي أعتبره نموذجا رائعا للرجل الذي يقدر ويثق بإمكانيات زوجته ويدعمها, وأبنائي الأحباء ريهام ومحمد وأحمد, وجميع العوائل السعودية المقيمة في نورج و الذين كانوا لنا بمثابة الأهل.

 


آخر تحديث
11/4/2015 3:48:51 PM